عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس اليوم. الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠م.... ١٦ هاتور ١٧٣٧ش
عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس اليوم.
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين ..
أهنئكم أيها الأحباء ببدء صوم الميلاد الذي يبدأ في هذا اليوم استعدادًا لميلاد ربنا يسوع المسيح.. الصوم يبدأ في ١٦ هاتور النصف الأول من هاتور تعلمنا الكنيسة مثل الزارع والهدف أن الكنيسة تعلمنا فكرة الزرع أما إنجيل هذا الصباح هو مقطع من إنجيل معلمنا لوقا البشير يُصلى في الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل ويقولون إن هذه الساعة تكون أشد ساعات الليل ظلامًا.
أحب أن اقف عند ثلاث نقاط مهمة لحياتنا :
١. وعد الطمأنينة.. "لا تخف أيها القطيع الصغير "
إن كنت تشعر أنك قليل لأن هذا الوعد قيمته أنه يبدأ علي الأرض ويكتمل في السماء.. هو وعد طمأنينة.. العالم به مخاوف كثيرة لكن يأتي هذا الوعد ليطمئن الإنسان وقيمة الوعد أنه من فم يسوع المسيح.
٢. يقدم لنا أسلوب عمل "لتكن أحقاؤكم ممنطقة ومصابيحكم موقدة".. أي يقصد الجسد المنضبط وهذا يصلح لفترات الأصوام وهذا الانضباط ينجح بممارسات النظام الروحي. عندما ينضبط الإنسان يثبت في الحياة الروحية. والمصباح للإنسان هو عقله عندما يقول "لتكن مصابيحكم موقدة" أي العقل المستنير.. توجد عقول بعيدة عن المسيح ولا تفكر جيدًا في حياتنا اليومية. ونحن نبدأ هذا الصوم ليكن جسدكم منضبطًا وعقلكم يقظًا.. العذارى الحكيمات كانت معهن مصابيح موقدة والجاهلات مصابيحهن منطفئة.. الجهل يأتي من العقل الخالي من نعمة الروح القدس. يوجد شخص عقله لا يفكر جيدًا وبه جوانب مظلمة، وآخر عقله ممتلئ بالخدمة.. شخص عقله مستنير لأن ذاته ليست أمامه "لتكن أحقاؤكم ممنطقة ومصابيحكم موقدة" هاتان النقطتان نتحرك بهما في حياتنا وخدمتنا.
٣. الأمر الثالث عندما سمع بطرس قال: "الكلام هذا لنا أم للكل ؟ " فكانت الاجابة "الوكيل الأمين الحكيم" ... هذه الإجابة تنطبق على أي إنسان لديه خدمة.. والوكالة عن الأسرة مسئولية وفي نهاية العمر وعند الدينونة يأتي الله ليقول أعطني حساب وكالتك أيا ما كانت مسئوليتك.. كل منا وكيل لديه مسئولية لكن من هو الوكيل الأمين ؟؟؟ الأمانة في الأمور الظاهرة وفي الخفية أيضًا، وهي القانون الذي يحاكم به كل إنسان على وجه الأرض.. كن أمينًا كل أيام حياتك ليكن لك نصيب في السماء.
من هو الوكيل الأمين الحكيم ؟ الحكمة هي كيف يتدبر الإنسان أسلوب حياته على الأرض وهذه الحكمة صارت عزيزة على حياة الإنسان. واعلم أن كل كلمة إن لم تكن ممسوحة بروح الحكمة يمكن أن تؤدي إلى أضرار للإنسان.. وكيل أمين حكيم.
عندما نصلي نقول: أعطنا حكمة، وهذه الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض مثل الخيط المثلوث لا ينقطع.. من يعيش معهم يُفرِّح قلب الله.
اليوم نفرح بترقية عدد من الآباء الكهنة للقمصية من كنائس القاهرة بحضور الجميع أساقفة وكهنة وشمامسة ولا توجد ترقية في الكنيسة لأعلى بل يرقي ليصل للدرجة التي صنعها المسيح وغسل أقدام التلاميذ يرقي حتي تصير لديه الإمكانية ليخدم الكل. والترقية بها شكل من أشكال التكريم بحضور كل الآباء، وهي دعوة لتجديد الخدمة ونحن اليوم في بدء الصوم نفرح بخدمة الآباء. وطبعًا بسبب ظروف كورونا العدد محدود ولكن الكنيسة تنظر نحو الآباء وتقدم القمصية أي التدبير. والمدبر أي وكيل أمين حكيم.. هو يوم لتجديد الخدمة ونظرة الإنسان لخدمته. والخادم يزرع في حياته وحياة الآخرين.
ليعطنا الله أن نمجد اسمه وتكون حياتنا مقبولة أمامه على الدوام، لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
0 comments:
Post a Comment